هل يجب ان يكون المخرج ديكتاتور حتى يُقدم عمل سينمائى ناجح ..؟
==================
سؤال لن اجيب عليه الأن ، اذن فما طبيعة العلاقة بين المخرج ومجموعة الممثلين ، بعض المخرجين يتعامل مع مجموعة الممثلين على انهم عرائس ماريونت يحركهم كيفما يشاء ، فهو فى النهاية رب العمل وصاحب النظرة الشاملة للعمل ككل ومن ضمنه اداء فريق الممثلين ، ولكن من المؤكد ان لكل ممثل مفرادته وطبيعته وشخصيته الخاصة ، قد نرى ممثل لا يبدع إلا عندما يُستثار ، وعلى العكس نرى ممثل آخر لا يُقدم اجود ما عنده إلا فى اجواء هادئة وآخر يمنحك ابداعا بهذا القدر الذى تمنحه مديح وثناء على موهبته ، ان هذا الإختلاف فى الشخصيات قد يسبب مشكلة للمخرج اذ لم يتفهم ما هو الدور الحقيقى للمخرج ، ففى كل الحالات يجب ان يتوافر روح التفاهم بين المخرج ومجموعة الممثلين بتباين شخصياتهم ،
من الممكن ان يكون المخرج ديكتاتور فى الأستوديو ، والذى يعده مملكته الخاصة ، ولكن لهذه الديكتاتورية حدود تقف عند دراسة الممثل الذى امامه اولا حتى يستطيع ان يعمل بديكتاتورية سليمة ينتج عنها ابداعا ، فهل الممثل الذى امامه هو من النوع الذى يُبدع بعد اثارته ، او بعد شئ من المديح او بتوفير حالة خاصة من الهدوء الذى يجعله اكثر تركيز لفهم ابعاد الدور الذى سيقوم باداءه ، ان الخطأ الذى يقع فيه بعض المخرجين انه يتعامل مع الممثل على انه قطعة صلصال ، اتذكر انى قرأت سطور من مذكرات مارلين مونرو قالت فيها انها تعانى من تسلط المخرجين الذين يعتبرونها مجرد دمية بلا مشاعر ، انهم يريدونها ان تضحك وتمرح امام الكاميرا فى نفس الوقت الذى تتألم فيه وان تبكى وتصرخ فى الوقت الذى لا تحس فيه انها تريد ان تبكى اوتصرخ ، وتُنهى كلامها بأن المخرجين لا يتعاملون معها على انها انسانه اولا قبل ان تكون ممثلة مشهورة ، وقد يحدث ان تكون شهرة المخرج طاغية على شهرة نجوم التمثيل وربما كان هذا ملحوظا منذ نصف قرن مضى او اكثر لأسماء مخرجين يكفى توقيعهم على الفيلم ليكون ايذانا بإقبال الجماهير عليه وبصرف النظر عن كون الممثل بطل الفيلم من نجوم شباك التذاكر ام لا .. ومن الأمثلة العظيمة على ذلك .. هيتشكوك ، وسيسيل بدى ميل ، ومن بعدهم ستانلى كوبريك و ستيفن سبيلبرج ، وفى الآونه الاخيرة ينضم لهما سكورسيزى إلا ان جمهور افلامه يهتم بعض الشئ بأسماء ابطال العمل بجانب اسمه الذى يعد علامة مميزة ، وحتى ان تطرقنا للسينما العربية والمخرجين العرب الذين يشتركون فى هذه الصفة ، فطبيعى ان يأتى اسم يوسف شاهين فى المقدمة .. انه اشهر ديكتاتور مخرج عربى وهو معروف بهذه الصفة بين الوسط الفنى ومن يعملون معه من الممثلين حتى ان ديكتاتوريته وصلت بأن يجعل الممثل يتكلم بنفس طريقة اداءه فى الحقيقة وهذا ليس غريبا اذا عرفنا انه كاتب سيناريو معظم افلامه ، والمتابع لأفلامه بالذات الأخيرة سيرى الطريقة السريعة والمتعلثمة احيانا للابطال فى نطق الكلام وهى طريقة شاهين فى الكلام ، فى حين ان نفس الممثلين فى افلام اخرى ليست من اخراجه يتكلمون بطريقة عادية .. انها سطوة المخرج الذى تلغى احيانا شخصية الممثل . والعلاقة المثلى للمخرج والممثل فى رأيى ان يعرض كل منهما بضاعته فيما يشبه السوق ، فالممثل يقترح طريقة اداء او طريقة مشية معينة او تون صوت تتناسب مع شخصية الدور الذى يقوم به او اختيار نوع الشارب اذا تطلب الدور ذلك بأن يليق على وجهه قبل ان يناسب الشخصية ، فكل هذه التفاصيل يدركها الممثل بدرجة اقوى من دراية المخرج لها ، لأنها تدخل ضمن مفرداته الشخصية وطبيعتها ، اكثر منها كطبيعة ممثل يؤدى دور فى فيلم ، وكليهما فى نهاية الأمر يُصبا فى بوتقة واحدة ، وهى شخصية الممثل على الشاشة .. والتاريخ يحسب لمارلون براندو انه اول من اطلق لمفرداته وطبيعة الشخصية العنان حتى لتكاد تطغى على السيناريو ، وقد نجح فى ذلك هذا النجاح الذى اهله لإستحواذ اول اوسكار له عن فيلم ( على الواجهة المائية ) .. وهذا ما يؤكد نظرية ترك طبيعة الممثل على الشاشة بين دفتى سيناريو مكتوب وتوجيهات مخرج .
وللمشاركة فى هذه الحلقة الجديدة للنقاش هل انت تؤيد . .
1- طاعة الممثل للمخرج طاعة كاملة دون تدخلات منه
2- ام يتدخل الممثل بالشكل الذى يحب ان يرى نفسه به على الشاشة دون اعتبار لتوجيهات المخرج
3- ام علاقة وسطى تنشأ على التفاهم بين الممثل والمخرج بعرض كل منهم تفاصيل تؤدى الى انجاح العمل