يعتبر المخرج اليساري المخضرم أوليفر ستون واحداً من أهم إن لم يكن أهم مخرجي الأفلام السياسية في تاريخ السينما الأمريكية فقد قدم هذا المخرج منذ بداياته عدداً كبيراً من الأفلام التي تناولت شخصيات
وأحداث سياسية مهمة من وجهة نظر اعتبرت دائماً تسبح ضد التيار السائد في السياسة الرسمية لبلاده من أشهرها أفلامه الرافضة لحرب فيتنام مثل بلاتون و مولود في الرابع من يوليو وقد فاز بجائزة أفضل
مخرج عن كل منهما في مسابقة الأوسكار.. كما قدم ستون ايضاً أهم الأفلام التي تناولت حادثة اغتيال الرئيس الأمريكي جون كينيدي في فيلمه جي إف كي وتناول أيضاً فضيحة ووتر جيت التي أطاحت بالرئيس
ريتشارد نيكسون في فيلمه نيكسون وبجانب أفلامه السياسية الروائية قدم أوليفر ستون عدداً لا يستهان به من الأفلام الوثائقية كان آخرها وأخطرها سلسلة أفلامه التي حملت عنوان رجل غير مرغوب فيه
وصور منها الجزء الخاص بالرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات إبان حصاره في مقره بمدينة رام الله وأيضاً الجزء الخاص بالزعيم الكوبي فيدل كاسترو الذي اعتبر ألد أعداء النظام الأمريكي طوال أربعة عقود من
الزمن واعتبر فيلمه الأضخم من ناحية الانتاج الاسكندر فيلماً سياسياً أكثر منه فيلم تاريخي حيث تتبع رحلة هذا الفاتح الغازي ونهايته مسقطاً أحداثها علي الغزوات الأمريكية المعاصرة كما أخرج مؤخراً فيلمه
مركز التجارة العالمي عن أحداث 11 سبتمبر 2001 والذي جاء إنسانياً أكثر منه سياسياً علي عكس كل التوقعات.. وقد انتهي ستون مؤخراً من وضع اللمسات الأخيرة علي أحدث أفلامه وهو دبليو الذي من
المقرر ان يعرض في السابع عشر من اكتوبر المقبل قبل أقل من شهر من الانتخابات الرئاسية التي ستجري في نوفمبر من نفس العام.. ورغم ان الأحاديث القليلة التي أدلي بها ستون حول الفيلم تحاول الإيحاء
بأنه سيتناول الرئيس الأمريكي الأكثر إثارة للسخط والجدل عالمياً ومحلياً بشكل موضوعي يبعد عن الهجاء إلا أن من يعرفون أوليفر ستون يشككون في ذلك ويعتبرون أن موضوعية ستون في تناول جورج دبليو
بوش لا يمكن أن تغوص في شخصية الرجل وتاريخه النفسي ومشاكله الشخصية التي أثرت في قراراته السياسية.
_________________